قوله تعالى : ] أنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ [ (هود:30) تجد أن التوبة هي أمر زائد على الاستغفار
ولأن الأمر العظيم لابد له من شروط ،
فقد ذكر العلماء شروطاً للتوبة
مأخوذة من الآيات و الأحاديث
و هذا ذكر بعضها
الأول:- الإقلاع عن الذنب فوراً
الثاني:- الندم علي ما فات
الثالث:- العزم علي عدم العودة
الرابع:-إرجاع حقوق من ظلمهم،أو طلب البراءة منهم
وذكر بعض أهل العلم تفضيلات أخرى لشروط التوبة النصوح،نسوقها مع
بعض الأمثلة
الأول:- أن يكون ترك الذنب لله لا لشيء آخر كعدم القدرة عليه أو علي معاودته،أو خوف كلام الناس مثلا
فلا يسمي تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه و سمعته بين الناس، أو ربما طرد من وظيفته
ولا يسمي تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته، كمن ترك الزنا والفواحش خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو أنها تضعف جسمه وذاكرته
ولا يسمي تائباً من ترك السرقة لأنه لم يجد منفذاً للبيت ، أو لم يستطع فتح الخزينة ، أو خشي الحارس أو الشرطي
ولا يسمي تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة
ولا يسمي تائباً من ترك الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه
وكذلك لايسمي تائبً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق أو الزاني إذا فقد القدرة علي الوقاع أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه بل لابد لمثل هذا من الندم والإقلاع عن تمنى المعصية أو التأسف علي فواتها ولمثل هذا يقول ( صلي الله عليه وسلم ) (الندم توبة
الثاني: أن يستشعر قبح الذنب وضررهوهذا يعنى أن التوبة الصحيحة لا يمكن معها الشعور باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية أو أن يتمني العودة لذلك في المستقبل
الثالث :- أن يبادر العبد إلى التوبة ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته يحتاج إلى توبة
الرابع:- أن يخشي علي توبته من النقض ولا يجزم بأنها قد قبلت ، فيركن إلى نفسه و يأمن مكر الله
الخامس:- استدراك ما فات من حق الله إن كان ممكناً كإخراج الزكاة التي منعها في الماضي ولما فيها من حق الفقير كذلك
السادس:- أن يفارق موضع المعصية إذا كان وجوده فيه قد يوقعه في المعصية مرة أخري
السابع:- أن يفارق من أعانه علي المعصية
الثامن:- إتلاف المحرمات الموجودة عنده مثل المسكرات وآلات اللهو كالعود والمزمار أو الصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة والتماثيل وهكذا ينبغي تكسيرها وإتلافها أو إحراقها
التاسع:- أن يختار من الرفقاء الصالحين من يعينه علي نفسه ويكون بديلاً عن رفقاء السوء وأن يحرص على مجالس العلم وحلقات الذكر ويملأ وقته بما يفيده حتى لا يجد الشيطان لديه فراغاً ليذكره بالماضي
العاشر:- أن يعهد إلي البدن الذي رباه بالسحت فيصرف طاقته في طاعة الله ويتحري الحلال حتى ينبت له لحم طيب
الحادي عشر:- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها
والغرغرة:- الصوت الذي يخرج من الحلق عند سحب الروح والمقصود أن تكون التوبة قبل القيامة الصغرى والكبرى لقوله صلى الله عليه وسلم من تاب إلي الله قبل أن يغرغر قبل الله منه) وقوله (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)
*وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابيه(الداء والدواء)و(الفوائد) أضراراً كثيرة للذنوب منها: حرمان العلم- والوحشة في القلب- وتعسير الأمور- ووهن البدن- وحرمان الطاعة- ومحق البركة- وقلة التوفيق- وضيق الصدر- وتولد السيئات- واعتياد الذنوب- و هوان المذنب علي الله- وهوانه على الناس- ولعنة البهائم له- ولباس الذل- والطبع علي القلب- والدخول تحت اللعنة- ومنع إجابة الدعاء- والفساد في البر والبحر- وانعدام الغيرة- وذهاب الحياء- وزوال النعم- ونزول النقم- والرعب في قلب العاصي- والوقوع في أسر الشيطان-وسوء الخاتمة-وعذاب الآخرة
وله صلى الله عليه وسلم من تاب إلي الله قبل أن يغرغر قبل الله منه) وقوله (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)
وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابيه(الداء والدواء)و(الفوائد) أضراراً كثيرة للذنوب منها: حرمان العلم- والوحشة في القلب- وتعسير الأمور- ووهن البدن- وحرمان الطاعة- ومحق البركة- وقلة التوفيق- وضيق الصدر- وتولد السيئات- واعتياد الذنوب- و هوان المذنب علي الله- وهوانه على الناس- ولعنة البهائم له- ولباس الذل- والطبع علي القلب- والدخول تحت اللعنة- ومنع إجابة الدعاء- والفساد في البر والبحر- وانعدام الغيرة- وذهاب الحياء- وزوال النعم- ونزول النقم- والرعب في قلب العاصي- والوقوع في أسر الشيطان-وسوء الخاتمة-وعذاب الآخرة